المدير العام المشرف المتميز
عدد الرسائل : 585 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 25/01/2008
| موضوع: ميثاق التربية و التكوين ,المدرسة, والوجه الآخر للاستغلال الثلاثاء 19 فبراير - 16:15 | |
| ميثاق التربية و التكوين ,المدرسة, والوجه الآخر للاستغلالخارج وهم حياد المؤسسات التعليمية,تقوم هده الاخيرة –من الحضانة الى الجامعة- في إطار مجتمع طبقي بوظائف طبقية بامتياز, فهي تديم و تكيف في رحمها الانقسام الاساسي لمجتمعنا الى طبقات اجتماعية.ووفقا لهدا الهدف تصاغ البرامج التعليمية و المناهج.ويتم تنظيم التعليم لتلبية الضروريات الاقتصادية و الايديولوجية للنظام السائد ودلك لاجل تأمين ارباح الاقلية المسيطرة.
تقوم المدرسة و التعليم بشكل عام بإعادة صياغة نفس علاقات الانتاج السائدة في المجتمع ويعمل على تأبيدها وادا كانت هده الوظيفة في جوهرها ايديولوجية فان الوظائف الاقتصادية للمدرسة استجابة للتراكم الكمي لعلاقات الانتاج,الدي ينبثق عنه التطور النوعي(الوظيفة الايديولوجية) وهنا نطرح وظيفتين : _الوظيفة اليديولوجية :"ان الايديولوجية السائدة في المجتمع هي ايديولوجية الطبقة السائدة"كارل ماركس. بداية لا يجب ان توحي لنا هده المقولة بان الايديولوجية البرجوازية هي وحدها الموجودة في المجتمع,ففي كل مجتمع تتصارع الى جانب افكار الطبقات السائدة افكار طبقات شعبية تنتج ثقافة شعبية موازية و افكار ثورية تسعى للتغيير,وتضمن الطبقة السائدة لايديولجيتها السيادة و الهيمنة عبر العديد من البنى و المؤسسات لعل اهمها فعالية هي المؤسسات التعليمية بعد وسائل الاعلام..هكدا تقوم المؤسسات التعليمية بتاطير الشباب مند نعومة اظافرهم أي مند السنين الاولى التي يكون فيها التاثير على عقليتهم سهلا حيث تزرع فيهم العديد من الافكار من اجل تخدير وعي المستغلين(بفتح الغين) للتستر على واقع الاستغلال و لتبرير اضطهاد الاقلية للاغلبية. فمن خلال قراءة مضامين المقررات المدرسية يتبين بالملموس انها لا تقدم اية اجابة علمية لما تعيشه البشرية من اضطهاد, بقدر ما تتستر على صراع الطبقات وتقدم منظورا رجعيا للتاريخ كسلسلة من الاحداث لا رابط بينها وضعها ملوك و افراد خارج أي سياق تاريخي.. بالاضافة الى ان الصبغة الاقتصادية الراسمالية و التشجيع على المنافسة و كل اشكال اللبرالية هو ما يطبع الفصول الدراسية بحيث يتم التحريض على التنافس و الوصولية الفردية بما هو وسيلتا الترقي الاجتماعي الوحيدتين.هدا علاوة على فكار "التعاون الطبقي" و"التعايش السلمي" بادعاء كون مصلحة البلاد تستدعي دلك خلافا للصراع الطبقي و النضال الحازم من اجل المكتسبات و الحقوق..وقبول كل هده الافكار وتمثلها من طرف غالبية الناس خصوصا الصغار و الشباب شرط لا غنى عنه للحفاظ على النظام القائم.
_الميثاق و تكريس الفكر القدري و الاستبداد
في "المرتكزات الثابتة "يتصور الميثاق النظام التربوي كنظام "يلتحم بالكيان الوطني المغربي العريق و يربي المواطنين على الايمان بالله و حب الوطن و اللذوذ عنه و التمسك بالملكية الدستورية"(الله_الوطن_الملك). كما يروم الى تنشئتهم على المشاركة في الشان العام و الخاص و هم واعون اتم الوعي بواجبات المواطنة و حقوقها, متمكنون من التواصل باللغة العربية لغة البلاد الرسمية تعبيرا و كتابة متفتحون على اللغات الاجنبية متشبعون بروح الحوار و قبول الاختلاف و تبني الممارسة الديمقراطية..". إن مثل هدا التنميق الكلامي الدي صيغ به "نص الميثاق" ما هو الا إطناب لغوي لاخفاء المضمون الحقيقي الدي يحمله. فهو يؤطر لاستعمال الدين لتسويغ الاستبداد السياسي وكافة اشكال الاضطهاد ودلك بحشو مضمون التعليم بالغيبيات و الفكر المثالي و التعصب الديني..و إلغاء أي فكر عقلاني مع ما يلازمه من الغاء أي حس نقدي, و هو ما يحقق للمدافعين عن الاستبداد (واضعي الميثاق) ما يسمونه المواطن الصالح. وتبعا لدلك يتم تكريس دونية المراة سواء بوجود شعب خاصة بالاناث (الخياطة و التربية النسوية و السكريتاريامقابل قلتهن في الشعب التقنية) او من حيث المضامين التي تربي الناشئة على التمييز على اساس الجنس و القبول به كقدر طبيعي . كما يعني "حب الوطن" لديهم حشو ادمغة التلميد و الطالب بالاضاليل الرسمية, ودلك بتزوير التاريخ عبر طمس الاوجه المشرقة من كفاح الجماهير ضد الاستبداد المحلي و ضد السيطرة الاستعمارية(الحط من مكانة بن ع.الكريم الخطابي وغيره من المقاومين الحقيقيين مقابل تبييض من باعو البلاد في 1912 و 1956 و تواطؤو مع المحتل لإرساء نظام استعماري جديد, الى حد التآمر على جيش التحرير بالجنوب و قمع الانتفاضات) كما يتم تدريس التاريخ و"التربية الوطنية" بالتربية على طاعة الاستبداد و عبادة الشخصية وتقبيل الايادي و الركوع و السجود للباطرونا و المناصب العليا..علاوة على تحريف التاريخ الدي يبدأ لديهم مع الادارسة, من منظور مفعم بإقصاء المكونات الثقافية و اللغوية بالمنطقة كالامازيغية.. كل هده الجوانب السلفية و الكومبرادورية يتم مزجها بفكر السوق اللبرالي و الترويج للحداثة و الانفتاح على الامبريالية و إظهارها بمثابة السبيل البديهي الدي لا غتى عنه حيث يتم تصوير الاستغلال كقدر و كمسألة طبيعية, فبرامج التعليم تفصل التلميد عن واقعه الاجتماعي و ترميه في عالم الغيب بعيدا عن مشكلات المجتمع وتلجم فكره عن فهمها و القدرة على مجابهتها كما توهمه بأن تطور الفكر البشري منفصل عن تطور الواقع الاجتماعي ...
الميثاق وإيجاد سوق استهلاكية و يد عاملة رخيصة
خلال مرحلة طويلة من تاريخ الراسمالية, لم تكن البرجوازية تهتم كثيرا بمستوى تأهيل اليد العاملة, أي قوة العمل نظرا لهيمنة العمل اليدوي سواء في المناجم او المانيفاكتورات, و بعد دلك في المصانع, إلا انه انطلاقا من نهاية الحرب العالمية الثانية و على اثر التطور الهائل في استعمال التكنولوجيا وقع انقلاب في و ظائف البنيات التي انخرطت في هدا التطور و اصبحت وظائفها الاقتصادية اكثر بروزا لكن ليس على حساب وظائفها الايديولوجية التي تبقى حاضرة دوما. وهدا مصدر التناقض الدي يخترق الان جميع البنى التعليمية : التناقض على مستوى التكوين الدي يتطلبه تطوير القوى المنتجة من منظور الطبقة المسيطرة. إدن فالبرجوازية و دولتها لا تبقى سلبية بوجه تغيرات الاقتصاد الراسمالي حيث تسعى الى تكييف التعليم مع هده المتغيرات. ويعكس التطور التاريخي للرأسمالية هدا الميل لملاءمة التعليم مع الحاجات الاقتصادية و هدا ما توقعه بالضبط كارل ماركس بقوله"إن الراسمالية تميل الى جعل العلوم اسيرة الراسمال". وانطلاقا من دلك حدث انقلاب هام على مستوى قسمة العمل إلى عمل يدوي وآخر دهني. وعلى مستوى التعليم استدعى هدا الاستعمال الكثيف للتكنولوجيا الجديدة, وجود عدد متنام من اليد العاملة القادرة على ابداع و انتاج (استعمال) هده التكنولوجيا نفسها. وقد أدت هده الظاهرة إلى طلب اكبر على اليد العاملة المؤهلة و إلى تنامي عدد الطلبة إد يتوجب على المدارس و الجامعات ان تكون هدا العمل بالسلعة المستقبلية المتمثلة في الشباب المتمدرس . وهده الخلفية هي الخلفية الحقيقية وراء كل الشعارات"انفتاح المدرسة على محيطها الاقتصادي و الاجتماعي" و"ربط المؤسسة بالمقاولة" . ومن بين نتائج دلك ان نوع التكوين الممنوح في المدارس و الجامعات لا يتحدد بإرادة وطموح الشباب الى تعليم مفيد تتفتح فيه مجمل قدراتهم و يراعي ميولاتهم الداتية, بالعكس من دلك, فالباطرونا و المستلزمات المتدبدبة لسوق الشغل (عروض و طلبات الشغل) لها الكلمة الحاسمة في دلك, أي حين يتغير على نحو كبير سوق العمل المرتبط بتحولات طرائق الإنتاج الاقتصادي, فوظيفة "التكوين والتكييف" التي تقوم بها المدرسة تتغير ايضا. وتمثل هده الظاهرة صلب السياسات الجاري تطبيقها في التعليم في كل بقاع العالم . وادا كانت قوة العمل تخضع لقانون العرض و الطلب شأنها شأن أية سلعة اخرى في المجتمع الراسمالي فإن قوة العمل الدهنية تخضع بدورها لقانون العرض و الطلب إد بقدر ما تتزايد الشواهد في سوق الشغل بقدر ما تتداعى قيمتها (أي سعرها) و يكون مصير حامليها البطالة المؤكدة. ولضمان الحصول على شغل قار وجب تحصيل شواهد من مستوى عال, وهدا ما لن يتأتى إلا لأبناء البرجوازية اما ابناء الكادحين فيتم انتقاؤهم و تصنيفهم في الشعب السفلى من التعليم أي في التخصصات المهنية و التقنية و عبر ميكانيزم"الفشل المدرسي" يتم تثبيتهم في هده التخصصات ليصبحوا مستقبلا يدا عاملة رخيصة تحت تصرف أرباب العمل.
فالتفاوتات الطبقية ليست من خلق المدارس بل مترسخة في قلب المجتمع و لا تقوم البنى التعليمية إلا بدور اعادة انتاجها و ادامتها. إذن فوظيفة المدرسة بناءا على ما سبق هي تكوين يد عاملة مؤهلة في خدمة المقاولات . إلا أن هدا لا يعني ان الشباب المؤهل أي خريجي الجامعات و المدارس يجدون عملا مباشرة بعد التخرج, فالبطالة الجماهيرية اصبحت واقعا حتى في البلدان الراسمالية المتقدمة فما بالك بالبلدان التابعة التي استفحلت فيها كل اشكال البطالة و التهميش و القهر نتيجة لطبيعة البنيات و الانظمة الاقتصادية المتخلفة أصلا . | |
|